‏إظهار الرسائل ذات التسميات فنون وهوايات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فنون وهوايات. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 17 يونيو 2011

السُّبحة





السُّبحة، أو المِسبَحة، قلادة مكون من مجموعة من الحبات (خرز) مثقوبة يجمعها خيط يمرر من خلال ثقوب في الحبات لتشكل حلقة حيث تجمع نهايتي الخيط ليمرر بقصبة وليس شرطا من نفس نوع ولون الحبات.ويفسر المستشار محمد سامي محمد أبو غوش في كتابة الاحجار الكريمة تاريخ السبحة فيقول: أن فكرة السبحة هي تطور طبيعي وحتمي من فكرة القلادة. إلا أنه من الصعب التحديد الدقيق الزمني من تحول استخدام القلادة كسبحة للأغراض الدينية، بيد أنه يمكن القول والافتراض أن فكرة السبحة بدأت عند السومريين قبل (5000) سنة و(سومر دولة قديمة في بلاد الرافدين بداية الألفية الثالثة ق.م. لكن كان بداية السومريين في الألفية السادسة ق.م. وويضيف " من ثم انتقلت إلى بقية الحضارات الأخرى كالفرعونية والهندية والفارسية وغير ذلك من الحضارات اللاحقة وبما إن الاحجار الكريمة المصنوعة منها السبحة تتصف بالديمومة أو تلك التي عرف عنها قوة الصلادة أو القدرة فضلا عما تخيله الإنسان من مظاهر روحانية وسحرية الهبت حسه كونها من المواد تتصف بالصفات الأسطورية أو ما تعلق منها بالخرافات الشائعة آنذاك سواء بالنسبة للرجل أو المرأة على حدّ سواء، ان للمعتقدات الروحانية والخرافات أثر واضح على الاهتمام بتلك الأحجار كل أمة حسب معتقداتها وايمانها بالخرافات والأساطير وللمعتقدات الطبية الخرافية القديمة تفسيرات وأسباب أدت إلى استخدام الناس للقلائد الدينية. والواقع المستخلص قد تكون مرتبطة بالشعائر المتوارثة والمستخدمة آنذاك وقد تشمل العد والحساب أيضاً في عد الصلوات أو لغرض التأمل الديني.
سبحة الأحجار الكريمة    
إن دخول الأحجار الكريمة وشبة الكريمة في صناعة السبحة بشكل رئيسي مثل مسابح العقيق والأحجار البلورية وعين النمر والفيروز واللازورد وغيرها. وكذلك من الأحجار العضوية، كالمرجان واليسر والكهرمان. هي صناعة رائجة بشكل كبير، فالعدد المنتج من هذا النوع من الأحجار كبير نسبيا الرغم من الندرة البالغة جدا لبعض تلك الأحجار، إلا إن أغلب ما صنع من هذه المواد كمسابح هي من حجر الياقوت الأحمر والأزرق وغالبية مناراتها وفواصلها مصنوعة من الذهب أو البلاتين ومطعمة بالماس الصغير الحجم أو غيره من الأحجار الكريمة. تصنع السبحة من مواد مختلفة فقد تصنع من التربة المجففة وتلون بألوان مختلفة منها الأسود أو الأزرق الشذري (لون الشذر) أو اللون البني الترابي أو تصنع على شكل حبيبات خزفية، كذلك فقد تصنع من مادة اليسر المجلوب من البحر الأحمر وتصنع قرب مكة المكرمة حيث يتم تشكيها ونقشها وتطعيمها بنقط من الفضة أو الرصاص، فضلا عن استخدام الصدف أو المرجان أو خشب أشجار الزيتون ونواة الأثمار وهي المشهورة في المناطق قرب مدينة القدس، ويصنع بعضها من الأحجار الكريمة مثل الياقوت والامشست والمرجان واللؤلؤ والكهرب والفاتوران والمستكة أو المسكى والفضة والذهب والستيل وعين النمر واللابيس لازوليه وقائمة طويلة من نفائس الحجر والمواد الأخرى أو من العاج المنقوش والمحفور، كما قد تصنع من المواد البلاستيكية الرخيصة، وتصنع أحيانا من الحبال كتلك التي يحيكها بعض الرهبان والراهبات. لقد أستطاعت السبحة أن تعبر رحلتها الزمنية عبر الديانات المختلفة الوثنية والسماوية ما يقارب 3000 سنة من دون أن يمارس عليها أي نوع من قوة الإقصاء أو الرفض أو الازدراء كحال بقية الأشياء التي ينكرها بعض المتدينين في المعتقدات المختلفة، وقد تنافس على حملها المتدينون لتكون من أبرز علامات التقوى والتدين رغم أن بعضهم ينكر استخدام معلقات الديانات الأخرى خوفا من التشبه بأصحابها لكن السبحة أو السبحة كسرت ذلك الحاجز بقوة.
السبحة في اللغة العربية
كلمة (السبحة) بضم السين وإسكان الباء مشتقة من: ((التسبيح)) وهو قول: (سبحان الله) أو هو تفعيل من السَّبْح، الذي هو التحرك والتقلب، والمجيء والذهاب، كما في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا﴾«‌73‏:7» وجمعها سُبَح اشتقت عموما من الناحية الدينية أو اللغوية، من كلمة التسبيح - ففي القرآن الكريم ورد التسبيح لله عز وجل في عدة سور وآيات، وقد أتت كلمة التسبيح بمعاني وأماكن مختلفة في كل سورة وآية، ومن أمثلة ذلك : ذكر نوعية المسبحين: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾«‌17‏:44» و﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾«‌17‏:44» هي كلمة مولدة، قال الأزهري، وقال الفارابي، وتبعه الجوهري: السُّبْحَة: التي يسبح لها، يقول القائل الزبيدي في: تاج العروس، عن شيخه ابن الطيب الشرقي (إنها ليست من اللغة في شيء، ولا تعرفها العرب، وإنما حدثت في الصدر الأول، إعانة على الذكر، وتذكيراً وتنشيطاً). تاتي سبحة المسيحين بثلاثة وثلاثين عقدة أو خرزة دلالة على عمر السيد المسيح حين صعد إلى السماء، وهناك السبحة الوردية التي تحوي على خمسين عقدة للسبحة أهمية كبيرة لدى بعض الناس قد تصل إلى درجة التقديس وربطها بأمور دينية. يستخدم السبحة ويحملها معه دوما الكثير من المسلمين والعرب وبعض الشرقيين حتى في كوريا وكذلك رجال الدين المسيحيين ولكن أشكلها تختلف. تتكون السبحة التي يستخدمها المسلمون من تسعة وتسعين حبة مع فاصلتين صغيرتين حيث يكون بين كل فاصل ثلاثة وثلاثون حبة وشاهد أو من ثلاثة وثلاثون حبة مع فاصلتين حيث يكون بين كل فاصل أحد عشرة حبة وشاهد. من المهم في المسابح أن تكون حباتها ذات حجم مناسب يسهل معه تحريكها بأصابع اليد.
     ولا ريب أن المسبحة استخدمت لأسباب معينة ، وأنتجت وصنّعت من عشرات المواد ، وأصاب التغير شكلها على ضوء الضرورات الدينية والاجتماعية ، أو حسب المادة التي أُنتجت منها . فبعض المسابح قديم وبعضها حديث ، ومنها النفيس ومنها الرخيص  
فالسبحة تنقسم إلى أربعة أقسام وهي :
1-الخرز : وهو أهم جزء في السبحة وقد يكون حجرا كريما مثل (عقيق , مرجان , فيروز , كهرمان , سندلس)وقد يكون مصنوع من الكوك أو اليسر وهي من أنواع الخشب , وقد يكون الخرز مصنوع من العظام .
2- المئذنة: وهو اعلي ما في السبحة وقد تكون من نفس نوع الحجر أو من الفضة.
3- الشراب : وهو الجزء المنسدل من المئذنة وغالبا ما يكون مصنوع من الفضة (النوع التركي أفضلها) .
4- الشواهد: وقد تسمى فواصل وغالباً تكون بشكل مختلف عن الخرز والبعض يفضل أن يجعلها من الفضة .
و  المسبحة أو السبحة هي عبارة عن مجموعة من القطع ذات الأشكال الخرزية الحبـيْـبـيـة مع فواصل وقطع أخرى ، حيث تتألف كلها من عدد معين منظومة ومنتظمة في خيط أوسلك أو سلسلة ، وقد يختلف شكل الحبات نسبة للمجتمع أو الصانع أو حسب متطلبات الراغبين لأسباب دينية أو اجتماعية أو لغرض اللهو والتسلية
  ويتم تحريك قطع المسبحة باليد والأصابع ، كما وقد تفيد المسبحة أحيانا في العرض المظهري للتدين والتصوف والذكر والتسبيح والتهليل والتهدئة النفسية ، وأحيانا للوقار والوجاهة ، وأغراض أخرى مختلفة . والمواد التي تصنع منها المسبحة تتفاوت أيضا ، واختلفت عبر القرون حتى بلغت في التنوع ما لا يعد ويحصى خلال القرن الحالي .
وكلمة (المسبحة) أو (السبحة) اشتقت عموما من الناحية الدينية أو اللغوية ، من كلمة التسبيح - ففي القرآن الكريم ورد التسبيح لله عز وجل في عدة سور وآيات ، وقد أتت كلمة التسبيح بمعاني وأماكن مختلفة في كل سورة وآية ،  
تتألف المسبحة منذ القدم من قطع أو حبيبات مصنعة من مواد مختلفة وهذه الحبيبات ذات عدد معين يكون في معظم الأحوال مبني على قاعدة أو اعتقاد محدد . بالإضافة إلى قطع المسبحة الأخرى المختلفة كقطعتي الفواصل التي تقسم المسبحة في العادة إلى ثلاث أقسام وقطعة ثالثة تسمى بالمنارة أو المئذنة يتجمع فيها طرفي خيط المسبحة ويعقد بعدها . وقد يكون خيط المسبحة من مواد نباتية أو حيوانية أو سلك أو سلسلة معدنية . إن ذلك يعني أن جميع مكوناتها مثقوبة تصلح لمرور الخيط فيها ، وفي أكثر الحالات تنتهي المسبحة من جانب المئذنة أو المنارة بقطع إضافية تدعى أحيانا بالشرابة (أو الكشكول) مع دلايات إضافية من مواد الخيوط أو المواد المعدنية النفيسة وغير النفيسة وبأشكال متنوعة .
عموما يراعى عند صنع المسبحة ما يلي :
السهولة والمرونة التامة لمرور وتداول الحبات بالأصابع واتصافها بالنعومة والرقة عند ملامسة اليد ويتم تصنيع الحبات لتلاءم الاستخدام اليدوي في معظم الحالات .
تناسب حجم وشكل ووزن الحبات النوعي مع حجم وشكل ووزن المسبحة الإجمالي ، وبذلك تختلف المسابح حسب نوعية موادها ، ويُفترض في حملها راحة اليد بالنسبة للوزن .
يراعى متانة الخيوط أو الأسلاك أو غيرها كما تراعى ديمومة الخيوط ونوعيتها .
ضرورة صقل أوجه القطع والحبات بشكل عملي لمنع تكسرها أو انشطارها . ومن المؤثرات الإضافية الأخرى التي تحدد أوجه صناعة المسبحة وتؤثر على شكلها المنتج تأثيرا بالغا ما يلي :
نوعية الاستخدام حسب الطلب . فهناك الاستخدام الديني في التسبيح والتهليل والذكر وهناك الاستخدام الاجتماعي لغرض التسلية أو التعود أو المباهاة أو الهواية ، وهذه الاستخدامات تحدد عدد حبيبات المسبحة ، وشكلها النهائي أو حجمها .
نوعية المادة المستخدمة ، تتباين المواد المستخدمة من حيث صلادتها أو وزنها النوعي أو من حيث علاقتها بالخرافات والأساطير المرتبطة بمادة ما ، وبسبب الخصائص النوعية لبعض هذه المواد فقد يؤدي ذلك إلى تحديد مسبق أو غير مسبق لشكل المسبحة وطريقة صناعتها وشكلها النهائي .
وتصنع المسابح أحيانا من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة ، ومن الأحجار الكريمة ذات الأصل العضوي ، ولا بد من الإشارة إلى أننا تطرقنا بشكل موجز في أحد الروابط الأخرى إلى اهتمام العرب والمسلمين بالأحجار الكريمة وتأثرهم بمهد حضارات وادي النيل ووادي الرافدين والإغريق والهند والصين .
ويتوجب أن نذكر هنا أن صناعة المسبحة من الجواهر النادرة جدا (Noble Gems - Precious Stones) هي صناعة نادرة أيضا وخصوصا من الياقوت وهي أكثر ندرة في مجال أحجار الماس والزمرد ، وتكاد الأعداد المنتجة منها تعد على أصابع اليد حسب علمنا .
أما صناعة المسبحة من الأحجار شبه الكريمة (Semi - Precious Stones) مثل مسابح العقيق والأحجار البلورية وعين النمر والفيروز واللازورد ..... الخ . وكذلك من الأحجار العضوية ، كالمرجان واليسر والكهرب . فهي صناعة رائجة بشكل كبير ، والعدد المنتج من هذا النوع من الأحجار كبير نسبيا ، ولعل مرد ذلك يعود إلى جملة من الأسباب التي تطرقنا إليها سابقا ما يُنتج بتطور التكنولوجيا وازدياد الطلب العالمي على هذه الصناعة بتوسع الثروات والإمكانات .
الكهرمان
لم يلاق حجر عند تصنيعه كمسبحة هوىْ ورغبة وقبولاً مثل هذا الحجر العضوي . فمسبحة الكهرب الجيدة أمنية الهاوي وكبار الشخصيات والوجهاء ومختلف الأفراد على حد سواء . فهي في اعتقاد طائفة كبيرة من مستخدمي المسبحة "درة المسابح" لما لمزايا هذا التحجر العضوي المناسبة  للصناعة وللاستخدام على الرغم من إرتفاع أسعاره وغلاء ثمنه .
فبالنسبة إلى لفظته ، فقد سمي (القطرون) أو الكترون باللغة الرومية ( Electron ) لوجود خاصية جذب الأشياء الدقيقة أو شحنة كهربائية إستاتيكية كامنة فيه تظهر إذا ما دلك الحجر باليد أو بالصوف . وفي إيران يسمى ( كوربّا ) لنفس الخاصية السابقة ، ويطلق عليه نفس الاسم في سوريا ولبنان وفلسطين ، وفي العراق وبعض دول الخليج يطلق عليه العامة اسم الكهرب ، وفي مدينة الموصل العراقية من يسميه ( الشيح ) نسبة إلى نبات الشيح الأصفر اللون خطأً . وفي مصر يطلق عليه اسم الكهرمان ، تجاوزاً لنفس الاسم المتعلق ببعض متحجرات الأصماغ الملونة أو المواد المركبة الصنع وقد يختلط الأمر حينئذ على بعض الناس وإن كان هنالك من يميز ذلك بين هذين النوعين بالتأكيد .
وفي اللغة الإنجليزية يسمى أمبر (Amber) ومن المعتقد أن هذا الاسم اشتق من اللفظة العربية لمادة العنبر ، أثناء حكم العرب لبلاد الأندلس ومنه انتقل إلى أوربا وقد يكون الخلط بين هذين النوعين المختلفين قد شاع بسبب الرائحة الذكية لمادة العنبر والكهرب عند الحرق أو الدلك أو عند الاستخدام العطري . أما في اللغة الألمانية فهو يسمى برنشتاين (Bernstein) وفي لغات أوروبية أخرى يسمى أمبار (Amber) أو أمبرا (Ambra) علاوة على أسماء أخرى متعددة ، تعني نفس المادة .
حجر اليشم     
مسابح حجر الجات أو الجيد (Jade) أو اليشم
دخل حجر الجيد أو اليشم في دائرة تصنيع المسبحة منذ قرن تقريبا ، وانتشر استعمالها في أوائل هذا القرن بعد أن تسارعت حركة التجارة الدولية مع الصين وشرقي آسيا . ومنذ قرون عديدة اهتم الصينيون به اهتماما كبيرا واعتبروه حجر في غاية النفاسة ، ونُحتت منه الحلي والقلادات والخواتم والتماثيل والأواني ، وهو ركن من أركان الفن الصيني القديم والحديث في عملية صناعة الحلي والنفائس .
وبعض العرب كان يطلق عليه حجر اليشم ، وأحيانا يطلق عليه حجر (الغلبة) باعتباره حجر حليف للنصر كما أن الصينيون القدماء صنعوه كزينة لرؤوس الحراب والسهام والفؤوس . ولقد قيل أن تقارب لون الفيروز المخضر من لونه والذي كان يسمى أحيانا بنفس اللقب اختلط على بعض الناس مما أدى إلى تجاوزات في التسمية . والمصادر الحديثة تشير إلى أن الحجر يتكون من معدنين متقاربين في المظهر وهما النفرايت Nephrite والجيديت Jadeite، والأخير منظم تكوين هذا الحجر . وتركيبه الكيماوي يتألف عادة من سليكات الصوديوم والألمونيوم ، أو المغنيسيوم والحديد مع سليكات الصوديوم .
وتميل ألوانه بشكل عام إلى الخضرة بتدريجاتها ، الغامقة والمصفرة أو المحمرة أو الداكنة وإلخ ...... وقد يكون شفافا أو نصف شفاف أو معتم . أمكنة استخراجه عديدة مركزها الصين والتبت وشمال بورما وتركستان وشمال أفغانستان ، وقد يمتد إلى منطقة ألاسكا ، كما يتواجد في المكسيك وبعض مناطق أمريكا الجنوبية ونيوزيلندة . وأحيانا يتواجد بقطع كبيرة في الطبيعة .
 وحبيبات المسبحة منه صنعت على شكل حبيبات كروية ذات حجم لا يزيد قطرها عن (5) ملم ، مع اختلاف تدرج الخضرة فيها . أما ملمس حباته فلها طابع دهني ، وإن كان معظم الأحجار التي أنتجت وصنعت ، هي متوسطة الجودة . كما أن الأنواع الجيدة منها تباع عادة في محال الجواهر وقد تكون أسعار بعضها غالية . أخيرا تتصف مسابح الجيد بوزنها الإجمالي الثقيل نسبيا وعدم اشتهارها في بلاد العرب كثيرا على الرغم من انتعاش الطلب عليها مؤخرا . كما أن هنالك حالة من الجهل في تمييز مسابح الجيد بسبب فروق الألوان وخصوصا الجيد المنتج في النمسا ، وبعض الناس من يخلط بين مسابح الجيد وبين مسابح البازهر المنتجة في أفغانستان كذلك هنالك القلة من يعلم أن بولنداتنتج جيدا أسودا (Black Polish Jade) صنعت منه المسابح ويحتار الناس عادة في معرفة كنه هذا الحجر . وكبقية الأحجار الثمينة الأولى فإن مسابح حجر الجيد قد قلدت تقليدا متقنا وبيعت على هذا الأساس .
اليسر
مسابح اليسر الأسود      (Black Coral)        

أطلق العرب على هذه المادة اسم اليسر ، وكان بعض القدماء من الفرس وغيرهم من يسميه (البسذ) ويقال أن اسم اليسر اشتق من اليونانية ، وهناك تسميات أخرى له . واليسر شعاب نباتية بحرية تستوطن بعض الأماكن المتوسطة العمق في بعض البحار وكأنها أغصان لضرب من ضروب المرجان ، وتتميز باللون الأسود / كل غصن يتألف من طبقات متراصة على بعضها وتتصف بخفة وزنها الشديدة على عكس المرجان ، كما أن مقطع هذه الأغصان يوضح الطبقات الدائرية المحيطة المتلاحمة مع وجود فواصل الأغصان وقطع اللب فيها ، وهي بذلك أقرب إلى الشجر والخشب . ولقد اعتقد بعض الناس باليسر ، حيث أن استخدام المسبحة المصنعة منه توفر مزايا اليُمْن والسعد وتقديم اليسر وتزيل الهم والكآبة عن النفس . ومن الخرافات حول هذه المادة أنه إذا وضعت إحدى النساء عقد المسبحة حول عنقها سهل حملها أو تسهلت ولادتها أو زاد صبرها وغير ذلك . ومعظم أماكن تواجد اليسر في الزمن القديم تقع في جنوبي البحر الأحمر وبعض مناطق الخليج العربي وقلة من المناطق البحرية في الشرق الأقصى .
ومنذ زمن وبسبب الأساطير التي تدور حوله في المنطقة العربية ولونه الأسود الجميل وسهولة تصنيعه ، فلقد صنعت المسابح ذات الطابع الديني منه . ونشأت صناعتها منه في ثلاث مناطق رئيسية هي : مكة المكرمة والقاهرة والنجف (قرب المراقد المقدسة) ومؤخرا في بعض مناطق الشرق الأقصى كالفلبين وجزر القمر وتايوان وإلخ ....... وخام اليسر في العادة يتألف من نوعين، الأول هو الأغصان العادية لليسر ومنها تقطع معظم حبات المسبحة مع الفواصل والمنارة، والثاني هو لب اليسر من منطقة مفاصل الأغصان. ويمتاز الثاني عن الأول بكونه أكثر صلادة واسودادا وقشوره لوزية متصلبة مع بعضها مما ينجم عند خراطته حبات متماسكة وصالحة للتسبيح بشكل جيد .
إن حبات المسبحة من الخام الأول (أغصان اليسر) تتعرض بمضي الوقت إلى تفكك الطبقات المتراصة في الحبات ، وخروج الطبقات من أماكنها الطبيعية مما يسيء إلى المسبحة إجمالا ، وبودنا القول عن هذه النقطة ، إن المسبحين ومنذ قرون كانوا يعتقدون أن خروج تلك القطع من أماكنها إشارة لقرب ذهاب الهم وقدوم اليُمْن وقضاء الحاجات المعلقة .
ولقد وجد صانعو المسبحة من اليسر حلا لمشكلة انفكاك طبقات اليسر إذ قاموا بتثبيت الحبات من جهة ومن جهة أخرى لإضفاء الجمال عليها ، بدق المسامير الفضية فيها وفي الفواصل والمنارات . وبذلك ازداد تماسك الحبات وملحقاتها من المنارة والفواصل إلى حد كبير ، وظهرت النقاط الفضية على سطح الحبات بشكل متناثر أو بشكل منظم .
ومن مسابح اليسر المفضضة والجيدة ما زخرفت حباتها بالفضة بتطعيمها بالمسامير الفضية المختلفة ، وحيث يظهر التطعيم كالعيون المدورة أو اللوزية أو صورة الزهور وما شابه ذلك ، كذلك طعمت الحبات بالفضة على شكل كتابة بعض أسماء الله الحسنى على كل حبة ، أو كتابات أخرى مختلفة .
 وأحيانا استعيض عن الفضة بالذهب عند التطعيم ورصعت الحبات بالأحجار الكريمة مثل الفيروز وبذلك أصبحت مسبحة اليسر في هذه الحالة قطعة من المجوهرات النادرة .
ومنذ زمن قديم قامت بعض محلات الحرف في مكة المكرمة ، بتصنيع مسابح اليسر وسميت وقتها (بيسر مكة) أو (المسبحة المكية) وكان الناس لا زالوا يتباركون بها أيما تبارك ، وكانت هدايا الحاج القادم من مكة ، وخصوصا الميسورين منهم ، تشمل أحيانا هذه المسابح وإن كان معظمها من النوع المتوسط الجودة ، ولا يزال المسلمون في شتى بقاع الأرض يحتفظون بها ، ومنهم من توارثها عن أجيال سابقة . وكذلك قامت صناعتها في منطقة النجف في العراق ، وقرب المراقد الدينية ، من أنواع اليسر المفضض وغير المفضض (أي مطعم بالفضة) ويسمونها الناس باللهجة العامية "دك النجف" أي صناعة النجف .
وفي مصر تفوق المصريون على غيرهم في صناعة مسابح اليسر المتقنة والمفضضة ، وهي غاية في الجمال والدقة والرقة حيث صقلت صقلا جيدا وزخرفت بالفضة أو الذهب أحيانا وذلك بتطعيم حبات المسبحة يهما وعلى أشكال وكتابات لا حصر لهما . غير أن طريقة تطعيم المصريين للفضة هنا تختلف عن طريقة صناع مكة ، إذ استخدم المصريون خيوط الفضة المحشورة في شقوق الحبات الخاصة بالزخرفة بدلا من المسامير الفضية المغروزة في صلب الحبات والتي هي في العادة طريقة تصنيع التطعيم في مكة المكرمة قديما .
وخام اليسر يوفر شيء من الحرية عند تصميم المسبحة وصناعة حباتها لذا فهناك المسابح الدينية (99 حبة) القديمة حيث يكون شكل حباتها على الشكل الكروي ويكون قطرها بحدود (5) إلى (6) ملم أغلبيتها غير مفضضة مع أجزاء مفضضة أو غير مفضضة ، وكان هذا النمط هو الأعم عند مسابح اليسر القديمة .
كذلك أنتجت أشكال الحبات الكروية والبيضاوية ولمختلف الأحجام وإن كان معظم الأحجام الكبيرة مرصعة ومطعمة بالفضة وجُلّها تتألف من (33) حبة كما صنعت مسابح يسر ذات حبات بيدوية يصل قطر بعضها إلى أكثر من (10) ملم وطولها إلى أكثر من (14) ملم للحبة الواحدة بعضها مطعم بالفضة والبعض الآخر غير مطعم .
ولقد حظيت وما تزال ، مسابح اليسر بالتقدير البالغ لمختلف طبقات الناس وفي جميع الأقطار العربية والإسلامية وخصوصا في العراق ومصر ودول الخليج العربي . وبعضها من المفضضة والمطعمة تعتبر من التحف النادرة التي ليس لها مثيل ويتوجب إيداعها بالمتاحف . وخلال هذا القرن قام صناع المسابح بتقليد اليسر الأسود وإنتاجها من البلاستيك أو مواد أخرى مشابهة وأحيانا تصنع على شكل اليسر المطعم بالفضة . ولكشف الزيف يكفي توجيه النار إلى حبات هذه المسبحة كي يشم الإنسان رائحة البلاستيك المحترق ، فضلا عن ملاحظة طبقات اليسر المتلاحمة والتي لا يمكن تقليد شكلها الطبيعي .
 وبودنا القول أن مسابح اليسر المفضضة أي المطعمة بالفضة أو "التكفيت بالفضة" تعتبر من المسابح ذات الديمومة الطويلة كما أنها تتحسن وينجلي صقلها بالاستخدام المستمر ، ولقد لجأ الناس منذ القدم إلى زيارة بريق اللون الأسود فيها عن طريق مسح الحبات ودعكها بخليط من زيت نباتي خالي الرائحة (كزيت الزيتون مع بعض زيوت العطور غير الكحولية) كذلك جرت العادة في بعض الأقطار إلى إضافة حبات المرجان الطبيعي بين فواصل المسبحة .
أخيرا فإن مادة اليسر الأسود وبالإضافة إلى صناعة المسابح الجميلة وبسبب طواعية تصنيعها فقد استخدمت منذ زمن غير قصير في صناعة مباسم السجائر والارجيلة وحليت بها مختلف المقابض وصنعت منه العقود النسائية بأشكالها الطبيعية أو المنحوتة أو المكفتة .

المصدر الرئيسي  وللمزيد أيضا  مع الدعاء الصالح له
كتاب (المسبحة تراث وصنعة) تأليف الأستاذ محمد الراشد   والأستاذ إحسان فتحي (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) ، وهو يكاد يكون الكتاب الوحيد الذي تناول المسبحة بالدراسة المتكاملة .
موسوعة ويكيبيديا
من فضلك . أضف  تعليقا في نهاية  الصفحة
ولا تتردد في ضغط زر المشاركة  لتفيد  غيرك
للمزيد شاهد واختر أي من الروابط أدناه : 

كهرمان 
لؤلؤ مرجان و يسر
تسابيح وأذكار

 تنويه   عن رحال  
عودة الي :           الصفحة الرئيسية                صفحات المدونة
ترخيص الاستخدام وإعادة النشر 
النصوص  تحت رخصة المشاع الإبداعي: النسبة-الترخيص بالمثل 3.0. قد تنطبق بنود إضافية أخرى. انظر شروط الاستخدام

الخميس، 16 يونيو 2011

فن الشمع والنور



 يعود تاريخ استخدام الشمع إلى عصور بابل مروراً بالحضارات الإغريقية والرومانية، ليمثل أحد أهم مصادر الضوء لدى الإنسان حتى عام 1879م حين أخترع توماس أديسون المصباح الكهربائي.
بعد ذلك أصبح الشمع مهشما في وجود المصباح ورغم وجود المصباح فمن منا لم يحتفل بيوم ميلاده إلا وكان نور الشمعة رفيقا زمنيا لأفول عام واستقبال عام جديد له، ورغم تطور وسائل الإضاءة الحديثة وتنوعها، إلا أن الشمعة تظل الأجمل والأغنى لمناسباتنا الخاصة التي نزين بها أيامنا وأفراحنا، فلا الأضواء الملونة والكهرباء المشعة قادرة علي خلق حالة الألفة التي تخلقها الشمعة، وهي وسيلة إنارة قديمة ورغم قدمها مازالت تشع في كل مناسبة فرح وفي كل بيت يتوج مولد أبناءه، وفي حين الحاجة للإنارة إذا حدث وخذلتنا الإنارة الحديثة.

الاثنين، 13 يونيو 2011

الزجاج المعشق

 تعتبر صناعة الزجاج من الحرف العريقة التي ورثتها الأجيال جيلاً بعد جيل حتى هذا العصر، وهي من الحرف التي تستمد مادتها من البيئة، حيث تعتمد على مخلفات الزجاج كمادة خام، وعلى الألوان التي يختارها الحرفي. 

 وقد شهدت هذه الصناعة تطوراً كبيراً وملحوظاً في العصر الإسلامي في المنطقة العربية لاسيما في بلاد الشام وفي دول المغرب العربي، وبرزت الزخرفة الإسلامية على سطح المرايا والقوارير بألوانها المطلية بالذهب وبالنقوش المتداخلة وخطوط الرسوم الهندسية التي تميز بها الفن الإسلامي.

 وبقيت هذه المهنة في ازدهار واكتسبت أهمية كبيرة في الفترة الواقعة بين القرن الرابع الهجري وحتى القرن الرابع عشر، ثم أدخلت عليها تقنيات حديثة في صناعة الزجاج كأشكال بديلة عن النفخ التقليدي، لارتباطها ارتباطاً وثيقا مع منتجات الديكور والإكسسوارات.

خلال الحقبة البيزنطية في أوروبا   كان هناك طراز متميز لنوافذ الزجاج العربي يسميه

الأوروبيين (الموريش) نسبة إلى عرب شمال أفريقيا والمغاربة .

انتشر هذا الفن في العالم الاسلامي في القصور والمساجد وفي واوروباا الكنائس والقصور

استخدم الزجاج المعشق في العالم من تلك الفتره والى يومنا هذا و ذلك لانه له طباع جمالي مميز ..وانه يدخل النور الى المكان بألوان متنوعة ومختلفة مع كل فترة من النهار.فالزجاج المعشق فن خلاب، يعتمد على مرور الضوء عبر القطع  الزجاجية الملونة لينشر في الداخل أضواء ملونة حالمة تمتزج ببعضها البعض وتتغير

ألوانها على مدار النهار.. وذلك لاختلاف زاوية سقوط الشمس عليه فنور الصباح  يختلف عن النور عند الظهر وعنه عند المساء.

اختيار المكان المناسب لوضع الزجاج المعشق مهم جدا...يفضل أن يكون معرضاً للشمس لإبراز جمال وزهو ألوان الزجاج وخصوصاً عند انعكاس تفاصيل التصاميم على الجدران والأرضيات

وكذلك لتخفيف حدة أشعة الشمس ....وتستخدك في القباب وهي عباره عن فتحات سقفيه محدبه او في الفتحات السقفيه المستطيله او ذات الاشكال الهندسيه المختلفه

او واجهات المبنى النوافذ الرئيسيه للمبنى .

تطور فن  الزجاج  المعشق خلال  الفترات  الزمنيه  المتعاقبه  ، والسمات  المميزه له خلال كل فتره :

 لا يستطيع أحد أن بتصور وجود عمائر مشيده دون وجود فتحات تدخل الضوء الي داخلها ، ولكتن هناك مشكله ملحه لإغلاق هذه الفتحات بألواح sheets تسمح بمرور الضوء من ناحيه ومن ناحيه اخري توفر الحمايه لداخل المبني ضد الرياح والعواصف الضاريه .

 وجاء الحل في عهد الدوله الرومانيه ، حيث تم إغلاق هذه الفتحات باستخدام ألواح من المرمر النصف شفاف translucent alabater وقد وجدت نماذج من هذا العمل في القسطنطينيه ترجع الي حكم الامبراطور جستينيان

 وللرومان يرجع الفضل فياستخدام  الزجاج  في ملء فتحات النوافذ ، ففي حوالي القرن الاول الميلادي ظهرت النوافذ الزجاجيه وأصبحت سمه اساسيه في منازل الاثرياء خاصه في شمال اوروبا .

 وقد عثر في مدينه بومباي pompeii في ايطالبا على بقايا نوافذ زجاجيه رومانيه ترجع الي القرن الاول الميلادي ، وهي عباره عن قطع زجاجيه صغيره مثبته على شبكه من البرونز بواسطه صماويل ومسامير لولبيه . وأبعاد هذه النافذه 100 * 80 سم3 وكانت موضوعه فوق فتحه نافذه حجره الاستراحه بحام أحد القصور .

 وكان انتاج مثل هذه النوافذ البسيطه بدايه لظهور فن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  والذي يمكن تأريخه ببدايه العصر الرمانسكي Romanesque "القرن 11 : 12 م " حيث شيدت الكنائس في هذا العصر وفقا للطراز الرومانسكي ، وهو فن يعتمد اساسا على قواعد وتقنيات الفن الروماني ، مع ظهور تأثيرات بيزنطيه ، وتتميز الكنائس التي شيدت على هذا الطراز باستخدام العقود المستديره ، والاقبيه الحجريه النصف اسطوانيه ، حيث حل هذا النوع من التغطيه محل الاسقف الخشبيه السائدة الاستخدام في الطرز المعماريه السابقه والتي كانت دائمه التعرض للحرائق والانهيارات .

 ومن المعروف أن استخدام الاقبيه الحجريه النصف اسطوانيه يستلزم تقويه الجدران بزياده سمكها ، مما يترتب عليه صعوبه فتح نوافذ في هذه الجدران السميكه ، خوفا من اضعافها ، فجاءت نوافذ هذه العمائر الرومانسكيه صغيره الحجم ، ولكن مع صغر حجم هذه النوافذ فان مولد فن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  ،انما جاء مواكبا لنمو وتطور الفن في العصر الرومانسكي .

 واقدم الحشوات الزجاجيه المعشقه  بالرصاص  على الاطلاق ،يمكن ارجاع تاريخها الي ما قبل العصر الرومانسكي بقليل ،ولكنها حشوه غير متكامله ولا تعطي فكره كبيره عن هذا الفن ، وهي عباره عن كسر زجاجيه صغيره الحجم عثر عليها في دير Lorsch في المانيا ، وعند تجميعها أعطت صوره توضح راس السيد المسيح ،ويمكن ارجاع هذه الحشوه الي نهايه القرن 9م وبدايه القرن 10م

 ولكن تعتبر النوافذ الزجاجيه المعشقه  بالرصاص  بكاتدرائية " أجسبرج بألمانيا Augsburgوالتي تؤرخ بنهايه القرن الحادي عشر الميلادي " سنه 1065م " من أقدم وأكمل حشوات  الزجاج  المعشق  بالرصاص  ، والتي تنسب للعصر الرومانسكي .

 وتمثل هذه النوافذ صورا شخصيه لخمسة انبياء في حجم تذكاري كبير . وتعتبر الحشوات الزجاجيه بكاتدرائيه لومانز Lemans الفرنسيه من النماذج القليله ذات الطراز الرومانسكي المبكر التي تم الحفاظ عليها .

 وهناك حشوات تمثل مشهد صعود السيد المسيح ،وتؤرخ بحوالي سنه 1145 " القرن 12م " حيث يظهر في الصوره حشوتان من اربع حشوات تتمثل فيها السيده العذراء في الوسط ، في رداء أزرق على ارضية حمراء ، وعلى جانبها سته من الرسل ، ثلاثه من كل جانب ، والجميع ينظرون لأعلي يشهدون صعود المسيح وهو غير مصور بالحشوات المذكوره .

 ومع بدايه القرن الثالث عشر ( سنه 1200م ) بزغ فجر جديد بالنسبه لفن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  والمقصود بذلك ظهور الطراز القوطي Gothic Art الفني والمعماري ومانتج عن من ظهرو أسلوب جديد متطور بالنسبه لفن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  ، يتفق والامكانيات الجديده التي وفرها هذا الطراز المعماري . فإذا كانت العماره الرومانسكيه قد فشلت في ايجاد حل لمشكلة نقص عدد النوافذ وصغر حجمها فإن الحل قد جاء على أيدي المعماريين في العصر القوطي " القرن 13 : 14 م حيث استخدم العقد المدبب والقبو المضلع ، فتم التغلب على مشكلة نفص النوافذ ، حيث أن السقف العالي يتيح فرصة عمل نوافذ عاليه ومتعدده ، كما استخدم المعماري أيضا دعامات طائره flying buttress تدعم الحواط من الخارج ، فاستطاعت أن تمتص قوة دفع الاقبيه المرتفعه ، واصبح بناء الكنائس والكاتدرائيات القوطيه لا يعتمد كثيرا على الحوائط ، مما قلل من فرصة الاعتماد على التصوير الجداري الي حد كبير واصبح من الضروري الاستعانه عن هذا النقص بتصوير الموضوعات الدينيه على نوافذ  الزجاج  الملون  المعشق  بالرصاص  والتي امتازت بارتفاعها واتساعها وكثرة عددها حتي صارت الكاتدرائيات القوطيه - وكما ذكر في بعض المراجع ( بناء سقفه من حجر وجدارنه من  الزجاج  ) .



ومن أهم ما شيد من كاتدرائيات وفقا للطراز القوطي :-

 - نجد في فرنسا كاتدرائيه شارتر Charters .

 - ونوتردام بباريس No.tredam de paris .

 - وفي انجلترا يتمثل هذا الطراز في كاتدرائيه سالزبريSals bury .

 - وكاتدرائيه ويلز wells .

 - وخير مايمثل هذا الطراز في ألمانيا كاتدرائية كولون Cologne .



وقد امتاز فن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  منذ بداياته المبكره وحتى عصرنا الحالي بسمات اساسيه ميزته في كل فتره زمنيه :-

ففي القرنين الثاني عشر ، الثالث عشر امتازت الحشوات الزجاجيه الملونه بصغر حجمها وتجميعها جنبا الي جنب وكأنها لوحه من الفسيفساء تترابط أجزاؤها معا بواسطه معدن الرصاص ، الذي لعب دورا هاما ومكلا للتصميم الجمالي للحشوات.

واعتمد النسق اللوني لنوافذ  الزجاج  المعشق  في هذه الفتره على استخدام حشوات زجاجيه ملونه ، نتيجه لاضافه الاكاسيد الملونه أثناء عمليه صهر  الزجاج  (ويطلق على هذا النوع من  الزجاج  الملون الناج عن اضافه اكسيد ملون وكما سبق الذكر مصطلحPot coloured glass or pot metal glass ومن ألوان الحشوات الزجاجيه التي شاع استخدام الازرق بدرجاته ، واللون الأحمر بدرجاته ، وكان يكتفي باستخدام لون واحد داكن في تحديد الملامح وبعض التفاصيل .

وخلال القرن الرابع عشر ظل فن  الزجاج  المعشق  محافظا على تطوره مع تغيير النسق اللوني عن ما تميزت به الفتره السابقه ، والتي اعتمدت اساسا على استخدام زجاج باللونين الازرق والاحمر حيث حل محلها تصميمات امتازت باستخدام اللون الاصفر بكثر نتيجه معرفه واستخدام نترات الفضه ،للحصول على صبغة الفضه Silver stain وهو مركب عرف لأول مره في هذا القرن .

وفي القرن الخامس عشر الميلادي ضعفت العلاقه بين حشوات  الزجاج  ومعدن الرصاص واصبح التصوير والمهارات المتبعه في تنفيذه أهم سمات هذه الفتره ، ولم يعد معدن الرصاص يلعب دورا هاماً في بناء التصميم العام للنافذه كما الحال في الفتره المبكره .

وشهد القرن السادس عشر ظهور روح عصر النهضهRenassance حيث قل الوازع الديني وهو العامل الاساسي وراء انتاج الروائع المبكره لهذا الفن حيث تطور اسلوب التصوير على حشوات  الزجاج  المعشق  تطورا كبيراُ في محاوله لتقليد فن التصوير الزيتي ،وقل الاعتماد على استخدام قضبان معدن الرصاص كنمط زخرفي مكمل للتصميم .

وفي نهايه القرن السادس عشر طبقة المينا الملونهColoured enamel على المساحات المراد تلوينها ،حيث تعطي بعد احراقها التأثيرات الجماليه المطلوبه دون الحاجه الي استخدام معدن الرصاص في تحديد الاشكال المطلوبه .

ونتيجه لاستخدام المينا الملونه فقد  الزجاج  شفافيته المعهوده ، والتي تعتبر من اهم ما يميزه .

وخلال القرنين السابع عشر والثامن عشر ملادي انحدر مستوي هذا الفن الي ادني مستوي نتيجه قلة انتاج حشوات زجاجيه ملونه , حيث اصبح الاعتماد قائما كلية على استخدام حشوات زجاجيه شفافه عديمه اللون مع استخدام الوان المينا للحصول على النسق اللوني المطلوب في محاوله مستمره لتقليد فن التصوير الزيتي ، كما كان لأختراع وانتشار فن الطباعه أثرا فعالا في قلة الاهتمام بهذا الفن الذي كان يستخدم كوسيله تعليميه من قبل الكنيسه .

ومع بدايه القرن التاسع عشر الميلادي ظهرت حركه احياء الطراز القوطي المعماري وتبع ذلك احياء لفن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  وفقا لتقاليد واساليب الفن القوطي المعماري، حيث استبعد استخدام الوان المينا تماما ، واستخدمت الحشوات الزجاجيه الملونه ، واعطيت الاهميه والعنايه لعملية التعشيق واستخدام معدن الرصاص ، بحيث يخدم التصميم .

اما في القرن العشرين فقد اختلف وتنوع اسلوب فن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  فيه وفقا لإختلاف المكان الذي يتطلب استخدام حشوات  الزجاج  المعشق  به ، فالبنسبه للكنائس والكاتدرائيات نجد ان ما أنتج لها من حشوات زجاجيه جاء ليضاهي ما انتج من زجاج في العصور الوسطي ، هذا بالاضافه الي انتاج نوافذ تذكاريه تخلد ذكرى معنيه مثل النافذه التي تمثل حرب نيوزلاند Newzeland war .

 كما انتجت ايضا في القرن الحالي ( الحادي والعشرين الميلادي ) بلاطات زجاجيه سمكيه تقطع بطرق معينه ، تجعلها تشبه قطع ألماس ، ونظرا لسمكها . فإنه يتعذر تجميعها بمعدن الرصاص ، ولذلك فهي تثبت في واجهات المباني بمواد معينه ( او بالخرسانه ) للحصول على ما يشبه قطع الفسيفساء الزجاجيه .



وكان لطريقة النفخ في الزجاج مكانة مميزة في إنتاج القوارير ومزهريات الزينة، هذه الطريقة التي تعتمد على تعبئة الهواء داخل قوارير وقوالب بعد تسخينها وصهرها في درجات عالية من الحرارة، حيث أن عملية النفخ في كتلة العجين الزجاجي تنتج أشكالاً مختلفة من المنتجات الزجاجية كالأباريق والمزهريات وعلب الحلوى وصناديق الزينة والقوارير، ويحدد الحرفي الشكل والحجم النهائي للقطعة المراد تكوينها، ويختار لاحقاً نوع الزخرفة والنقش على سطحها، ويحتاج الحرفي الذي يعمل في صناعة الزجاج إلى مهارات فنية عالية كالمثابرة أمام أفران تعمل في درجات مرتفعة من الحرارة، والتدريب المستمر لفترات قد تصل إلى 4 سنوات لإتقان هذه الصنعة، وكذلك فلابد من توفر القدرة الإبداعية والفنية عند الحرفي لاكتساب المزيد من المهارة ومن ثم الإبداع في هذه الحرفة التي تحتاج إلى مواكبة الزمن والتطور وإنتاج نماذج مختلفة بين الحين و الآخر.

الزجاج الملون جزء أساسي من الديكور           





 عرفت أنواع مختلفة من الزجاج الملون قديماً، ولا يزال أثر هذا الفن باقياً في آثار غرناطة حيث "قصر الحمراء" المزين بالثريات والقمريات الزجاجية، كذلك مسجد قرطبة الذي أقيم في عهد الخليفة عبد الرحمن بن معاوية (عبد الرحمن الداخل) الذي زين بأكثر من 365 ثريا ومشكاة وقنديل للزيوت.

وحاليا أصبح الزجاج الملون من أكثر المواد عصرية في المباني، والذي كان يعتبر مجرد زخرفة لمدة طويلة من الزمن، وهو يخضع اليوم لخطوات أكثر ابتكاراً، وذلك نتيجة الاستغلال الأمثل للإمكانيات الكبيرة الموجودة في الزجاج وكذلك استغلال التقنيات الحديثة وتطور الفكر الإبداعي والهندسي.

 صناعة الزجاج المعشق في العصر الإسلامي:

يشكل الزجاج المعشق فناً من فنون البناء والديكور في التراث الإسلامي، فلفترة زمنية طويلة كان توظيف الزجاج بألوانه في البناء ضرورة لا غنى عنها عند تشييد القصور والأبنية، كعنصر رئيسي من عناصر الديكور التي تضفي جمالاً وسحراً في العمارة الإسلامية، حيث انتشرت نوافذ الزجاج المعشق بالجص كمظهر من مظاهر العمارة الإسلامية التي جاءت متوافقة مع الظروف المختلفة لذلك المجتمع.

ومن الأمثلة المبكّرة للنوافذ الجصية المفرغة "نوافذ قصر الحير الغربي" ببادية الشام والجامع الأموي بدمشق وجامع عمرو بن العاص بالفسطاط في مصر وجامع أحمد بن طولون.

وكان الرأي السائد لدى علماء الفنون والآثار من قبل أن أول ظهور للنوافذ الجصية المعشقة بالزجاج كان في العصر الأيوبي، وذلك في نوافذ قبة ضريح السلطـان الصالح نجم الدين أيوب الملحق بمدرسته بالنحاسين بالقاهرة، ولكن الحفائر الأثرية أثبتت أن الزجاج المعشق بالجص استخدم منذ العصر الأموي، واستـمر في قصور الخلفاء العباسيين، كما استخـدمت في أواخر العصر الفاطمي ألواح من الجص معشق بالزجاج الملوّن بدلاً من الألواح الرخامية والحجرية المفرغة، وانتقل هذا الأسلوب الفني إلى عمارة العصر الأيوبي حيث بلغ أوج ازدهاره في العصر المملوكي، وأصبح من السمات المميزة للعمارة المدنية والدينية في العصر العثماني.

وقد عرفت بعض بلدان العالم الإسلامي أنواعاً متعددة من النوافذ مثل المدورات الرخامية اليمنية (القمريات) التي كانت تتميز برقتها ولا يزيد سمكها عن سنتيمتر ونصف بحيث تسمح بنفاذ الضوء من خلالها، و(الشماسات) المغربية وهي عبارة عن نوافذ نصف دائرية توجد أعلى الأبواب والنوافذ وتغطى بالخشب والزجاج الملون وتسمح بدخول ضوء الشمس، ومع دخول العثمانيين إلى العديد من البلاد الإسلامية أصبح أسلوب النوافذ الزجاجية المعشقة بالجص هو الأسلوب السائد.

 ولكن ما هي القمريات والشمسيات؟

 تعتبر (القمريات والشمسيات) أحد العناصر البارزة في المباني العربية والإسلامية، والتي تم توظيفها لإيجاد علاقة تجمع بين القيمة الجمالية والنفعية، فمن وظائفها منع الحشرات التي تتسلل من خارج المبنى إلى داخله، وهي بهذا تحقق مبدأ أمني يتعلق بحياة الإنسان، كما أنها ترشد من كمية الضوء الداخل إلى المكان وتمنع الأتربة، وهي تخفف الأحمال على الأعمدة الحاملة للعقود.

وكان ابتكار هذه الشمسيات والقمريات بدافع من الرغبة في تخفيف حدة الضوء في القصور التي شيدها الخلفاء في الشام ثم استعملت في المساجد ذات الصحن المكشوف للغرض نفسه، وانتشر هذا النوع من الشبابيك في العمائر الدينية، وتعرف هذه الشبابيك عادة باسم "القمرية" إذا كانت مستديرة، وباسم "الشمسية" إذا كانت غير مستديرة، وأقدم شباك منها محفوظ في المتحف الإسلامي في القاهرة وأصله من جامع الأمير "قجماس"، الذي يرجع تاريخه إلى أواخر القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي).

 التحول من التعشيق بالجص إلى التعشيق بالرصاص:

استخدم العرب الجص "الجبس" للشمسيات والقمريات كخامة أساسية عند تعشيق الزجاج، لعدم وجود عوائق تحول دون انتشارها لجفاف الجو من ناحية واستقرار معظم فصول السنة من ناحية أخرى، بالإضافة إلى الدفء الذي تحدثه الشمس والذي يأتلف معه الجبس كخامة مستخدمة في التعشيق .

ولكن تلك الخامات لم تتوافق مع جو أوروبا لتأثرها بالمناخ البارد ذي الرطوبة العالية أغلب فصول العام، فطرح اختلاف المناخ الأوروبي على فنانيهم فكرة استبدال الجص بمعدن طيع سهل هو (الرصاص) أو (بلاط الأسمنت الصلب بعد الجفاف)، وهاتان الخامتان مع الزجاج الملون جعلت لأوروبا تقنيتين معروفتين تعكسان التوافق بين الخامة والمناخ هما "فن الزجاج المؤلف بالرصاص"، و"بلاطات الزجاج مع الأسمنت".

وقد استلهم فنانو الغرب فن النوافذ الزجاجية من العمارة الإسلامية، مع استبدال الجص بشرائح من الرصاص تثبت بها قطع الزجاج، وذلك لملائمة الرصاص للجو البارد الذي يسود أوروبا لكن الفنان الأوروبي قام بترتيب قطع الزجاج بحيث تكون رسوماً آدمية وحيوانية ومناظر دينية (أيقونات) مختلفة في ذلك عن الطابع الزخرفي الذي تميّزت به الأعمال الفنية الإسلامية، وتشكل نوافذ الزجاج المعشق بالرصاص ملمحاً أساسيا ومميزاً في الكنائس والكاتدرائيات المنفذة حسب الطراز الفني القوطي والرومانسكي.

 تطور صناعة الزجاج المعشق في أوروبا:

تطور فن النوافذ العربية المطعم بالزجاج المعشق "الشمسيات والقمريات" في القرن العاشر الميلادي، في أوروبا حيث ظهر عندهم طراز منه أسماه الأوروبيون (الموريش) نسبة إلى عرب شمال أفريقيا والمغاربة، وكانت تتم صناعة هذا الطراز بإحدى طريقتين:

 الأولى:

 عن طريق نحت الرخام أو الحجر وإدخال قطع الزجاج في المكان المنحوت.

الثانية:

 عن طريق وضع قطع الزجاج في اللياسة قبل أن تجف، ويتم تقوية وتدعيم هذه اللياسة بوضع قضبان من الحديد داخلها، وبذلك تكون اللياسة المدعمة بالحديد تحيط بقطع الزجاج، ومن أبرز النماذج المعتمدة على هذا الأسلوب (نوافذ الجامع الأزرق) في مدينة استانبول بتركيا، حيث استخدم الزجاج في تصميم نوافذ متميزة برسوم الزهور.

بعد ذلك تطورت صناعة الزجاج المعشق، وأصبح استخدام الرصاص والنحاس كبديل للرخام والحجر واللياسة، لتصبح تصاميمه أكثر جمالاً وأفضل جودة وأقل تكلفة

الفنون التي أثرت في نشأة فن  الزجاج  المعشق  بالرصاص



 لا تنشأ الفنون المختلفه عاده من فراغ ، بل أنها تعتمد على فنون أخرى سابقه عليها تستعد منها اصولها ، وبالنسبه لفن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  ، نجد أن هناك بعض  الفنون  التي ازدهرت في العصور الوسطي ، واثرت تأثيرا مباشرا في نشأة هذا الفن ، ومن هذه  الفنون  :-

1- فن الفسيفساء للأرضيات :



 وفن فن تكسية الارضيات والقباب بقطع صغيره من الحجر او الرخام او ازجاج الملون والتي توضع جنبا الي جنب مكونة مناظر تصويريه ، ونفس الاسلوب يكاد يكون هو المتبع في فن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  ، حيث توضع قطع  الزجاج  الملون جنبا الي جنب لتعطي في النهايه تصميما معيناً .

 2- فن المينا :

 يعتبر فن المينا الفن الثاني الذي قام على أساسه فن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  حيث استوحى الفنان فكرة ربط قطع  الزجاج  الملون بعضها بالبعض الآخر بواسطة قضبان معدن الرصاص من فن المينا ،خاصه فن المينا المحاطه بالأسلاك المعدنيه Cloisonee enameling المستخدمه في صناعة الحلي حيث يتم إحاطه المساحات المطبق عليها بودرة المينا الزجاجيه الملونه بأسلاك ذهبيه يتم لحامها الي قاعده ذهبيه ، حيث تنصهر المينا الي مساحات ملونه عند التسخين .

 واستبدل فنان  الزجاج  المشق معدن الذهب بمعدن ارخص له قابليه للسحب تسمح بأن يحيط بقطع  الزجاج  الملون مختلفة الاشكال والاحجام " معدن الرصاص " .

3- فن النوافذ الجصيه المفرغه :



 اذا كان فن  الزجاج  المعشق  بالجص قد نشأ وازدهر في بلاد الشرق الاسلامي في نفس فترة نمو وازدهار فن  الزجاج  المعشق  بالرصاص  في اوروبا ، فليس من المستبعد تأثر نشأة  الزجاج  المعشق  بالرصاص  الاوروبي ببواكير فن الصناعه  الزجاج  المعشق  بالجص في المشرق الاسلامي ، فمن المعروف أن هذا الاخير قد مر بمراحل تطور عديده قبل ان يصل الي قمته في خلال القرنين 14 - 15 م ، وكانت بدايه هذا الفن " عباره عن قمريات جصيه ذات زخارف مفرغه متشابكه خاليه من  الزجاج  ، والتي ربما يكون الفنان الاروبي قد استوحى منها التصميم العام لفنه ، ثم فكر بعد ذلك فياستخدام ماده شفافه تملأ بها هذه الفراغات لتحمي داخل المبنى من تأثير العوامل الجويه الخارجيه وفي نفس الوقت تسمح بدخول قدر كاف من الضوء الي الداخل " وهي ماده  الزجاج  " وذلك بعد استبدال الشبكات الجصيه المفرغه بقضبان معدن الرصاص.

الموازييك أحد فنون الزجاج المعشق:

فن الموزاييك       



 الموزاييك كلمة أعجمية تقابلها في اللغة العربية كلمة (فسيفساء)، وهي تشير إلى نوع من الفن يقوم بالأساس على تجميع قطع حجرية أو خزفية أو زجاجية صغيرة تعطي في النهاية الشكل المطلوب في صورة متفردة بديعة.

وتستخدم تكوينات "الموزاييك" المصنوعة من الزجاج لكساء الحوائط الخارجية والداخلية للمباني ولكساء الخشب، أو لعمل بانوهات خاصة وغالباً ما تُستخدم طريقه "الموزاييك" في صنع وحدات الديكور التي تصنع للمداخل والممرات بالمصانع والشركات والسلالم والحمامات وذلك لسهولة تعشيقها (بالخرسانة) بالإضافة لاستخدامها في عمل المناضد والكراسي حول حمامات السباحة.

مدارس فسيفسائية متعددة:

 وقد برعت المدرسة البيزنطية في تعميق فن (الموزاييك) بالأسلوب التعبيري الرمزي، وبرع فنانوها في استخدامه في تجميل الكنائس بخلفيات ذهبية وتقسيمات غاية في الإبداع، في حين اتجهت المدرسة الرومانسية إلى الأسلوب الأكاديمي، وذلك لما يتمتع به روادها من مهارة ودقة في صياغة وصناعة خاماتها الزجاجية المطبوخة، والحصول على درجات لونية شديدة التقارب بعضها البعض، لدرجة أن المشاهد لهذه اللوحات الفنية لا يمكنه التفرقة بينها وبين اللوحات الزيتية، وتوجد هذه الأعمال الفنية الرائعة على جدران مباني كنيسة الفاتيكان بروما وأماكن أخرى متفرقة في إيطاليا.

الموزاييك الإسلامي:

 ولاشك في أن فن (الفسيفساء) الإسلامي هو الأكثر تفرداً وتميزاً من بين كل فنون (الموزاييك) الأخرى، فعلي امتداد(14) قرناً لعب الفن الإسلامي دوراً هاماً في التأثير على الحضارات التي جاءت بعده ولا يزال تأثيره موجوداً حتى الآن، فالآثار الباقية من العصر الإسلامي الوسيط تعطينا صورة بديعة عن شكل الحياة في ذلك العصر، والذي تمثل بأفضل صوره في الزخارف الهندسية التي استخدمت بدقة في المساجد والأبنية التي بقيت لنا منذ ذلك العصر.

وقد استخدم الفنان المسلم منهجاً جديداً في فن الفسيفساء هو الذي حقق له تقطيع الفسيفساء بأشكال تميزه عن الفنون الأخرى، وتجلى هذا الاختلاف في أبهى صوره في ابتكار أشكال هندسية خماسية وسداسية، وقد شهدت مصر أروع أشكال الإبداع والابتكار في فن الفسيفساء، وخاصة في الأعمال الفنية التي تم الاستعانة فيها بالأنماط الهندسية، ومنها (المشكاة) ذات الفسيفساء الرخامية الملونة، أما في دول المغرب العربي فلا يزال الفنانون هناك يستخدمون الأنماط والأشكال النجمية والدائرية والخماسية والسداسية والرباعية والأشكال المعقوفة المصنوعة جميعها من مادة الرخام والخزف الملون، بحيث تعطي في تجميعها أشكالاً من الأطباق النجمية.

وقد استفاد فن الفسيفساء الإسلامي من فنون (الموزاييك) الأخرى التي سبقته، وقصة هذا الامتزاج والتفاعل بينهم تبدأ منذ فتح العرب لبلاد الشام حيث وجدوا هناك مدرسة فنية تنتمي إلى جذور ساسانية- هيلينية- بيزنطية، ووجدوا فنانين شوام تلقوا أساليبهم الفنية على أيدي فنانين من الروم، فاستفادوا من هذا الفن وقاموا بتطويره، وقد اكتشف العلامة الفرنسي (دي لوريه) أجزاء نمطية الشكل كانت مغطاة بالملاط في الجامع الأموي استخدم فيها الفنانون الفسيفساء في رسم منظر لنهر رائع على ضفته الداخلية أشجار ضخمة تطل على منظر طبيعي مليء بالرسوم لعمائر كثيرة بين الأشجار والغابات، ومن هذه العمائر رسم لملعب للخيل، ورسم آخر لقصور ذات طابقين وأعمدة جميلة، ورسم ثالث لفناء مربع الشكل وله سقف صيني الطراز، فضلاً عن عمائر صغيرة تبدو وكأنها مصنوعة بحيث تكون متراصة الواحدة فوق الأخرى، وفوق النهر توجد قنطرة تشبه قنطرة أخرى موجودة فوق نهر بردى في دمشق، مما جعل البعض يظنون أن هذه الرسوم قصد بها رسم مناظر من مدينة دمشق. إذن فقد تبلور فن الفسيفساء بعد أن اكتملت الهوية الفنية الإسلامية، واتخذ لنفسه هذا الأداء والأسلوب الإبداعي بعيداً عن فن (الموزاييك) الغربي الذي اعتمد علي استخدام قطع صغيرة متشابهة هندسياً، ولذلك فقد تميز الفن الإسلامي بمنهج خاص يظهر بوضوح في المساجد والعمائر الإسلامية التي استوحى منها الفنان المسلم روحه الفريدة وقيمه الأخلاقية والاجتماعية والدينية.

الزجاج المعشق بصفائح النحاس (بالإنجليزية: Copper-foil glasswork‏)

- ابتكر لويس كومفرت تيفاني 1848 - 1933 (بالإنجليزية: louis comfort tiffany‏) طريقة لتجميع قطع الزجاج الصغيرة جدا - ربع بوصة عرض بدون أعواد الرصاص الثقيلة التي تعيق الرؤية المتدفقة من المصابيح وهكذا ابتكر طريقة للف كل قطعة زجاج مفردة بشريط من النحاس الذي يتلصق بواسطة نوع من الغراء مكون من مزيج من زيت بذور الكتان وشمع العسل وعرفت هذه الطريقة بإسم الزجاج المعشق بصفائح النحاس - ومن أمثلة أعماله الشهيرة التي توضح اسلوبه وطريقته هو نافذة نهر هدسون (بالإنجليزية: hudson river window‏) - ثريا وستريا (بالإنجليزية: wisteria lamp‏) والتي ضمت أكثر من 1000 قطعة زجاج

المصادر

 -----------------------

 san , Casciani , Pawl , The technique of decorative stained glass P. 104 .

Hugh , Arnold ., stained glass of the middle ages in england and france , p. 16

سعيد عبد الفتاح عاشور ، أوروبا في العصور الوسطى جـ2 صـ 471 .

Lee , Lowrence , and other ., stained glass , p . 184 .

Armitage , E., Liddall., stained glass , p . 45

Armitage , E., Liddall., Ibid ., p. 70 .

سلوى جاد عبد الكريم ، دراسة ترميم وصيانة الاثار الزجاجيه في مصر  قسم الترميم – كلية الاثار – جامعة القاهره 

شاهد أيضا :
فنون وجمال 
العودة  الي                    مدونة   رحال          مخلوقات مدهشة        صفحات رحال     صفحات مخلوقات مدهشة                   رخصة المشاع الابداعي        بيانات الإتصال        تنويه عن رحال         كلمة   المدون        صفحاتنا علي  فيسبوك  
هذا المصنف مرخص بموجب المشاع الابداعي نسب العمل- المشاركة على قدم المساواة 3.0 الاصليةالترخيص .

الأحد، 12 يونيو 2011

فـــن الأرابيسك


فن الأرابيسك هو تطبيق مفصل لأشكال هندسية مكررة، و التي كثيرا ما تكون صدى لأشكال النباتات والحيوانات. الأرابيسك هو عنصر من عناصر الفن الإسلامي الذي يوجد عادة كزينةٍ لجدران المساجد.يستند اختيار الأشكال الهندسية التي سوف تستخدم، وكيفية استخدامه إلى نظرة الإسلام للعالم. فبالنسبة للمسلمين تجتمع هذه الأشكال لتكون نموذجا لانهائيا يمتد إلى أبعد من العالم المرئي المادي. فيعتبر الأرابيسك لدى الكثيرين في العالم الإسلامي رمزا للانهائية قدرة الله الخالق.وعلاوة على ذلك، فإن فنان الأرابيسك الإسلامي ينقل روحانية محددة دون استخدام الرموزالأيقونية المستخدمة في الفن المسيحي.

قد يكون تكرار الفنانين لأخطائهم عن عمد لإظهار التواضع للإيمان أن الكمال لا يكون إلا في خلق الله، على الرغم من أن هذه النظرية متنازع عليها.

ولم تكن أشكال الأرابيسك الهندسية تستخدم على نطاق واسع في الشرق الأوسط أو حوض البحر الأبيض المتوسط حتى ازدهر العصر الذهبي للإسلام ازدهارا كاملا. ففي هذا الوقت، كانت النصوص القديمة في الرياضيات اليونانية والإغريقية وكذلك في الرياضيات الهندي تترجم إلى اللغة العربية في بيت الحكمة، والتي كانت مؤسسة للبحوث الأكاديمية في بغداد. و مثل ما حدث مع أوروبا في وقت لاحق مع عصر النهضة الأوروبية فإن إدماج مجالات الرياضيات و العلوم و الأدب و التاريخ و حقنها في العالم الإسلامي أدت إلى انعكاسات إيجابية عظيمة.

تــاريــخ الأرابيسك :

فكانت أعمال العلماء القدماء مثل أفلاطون و إقليدس و براهماغوبتا تقرأ على مستوى واسع بين المتعلمين، و تم تطوير هذه الأعمال لحل المسائل الرياضية التي نشأت نتيجة الحاجة لتحديد القبلة و أوقات الصلوات و رمضان.فوردت أفكار كثيرة جديدة و صارت بمثابة دفعة قوية للفن الذي أصبح فيما بعد فن الأرابيسك. و من هذه الأفكار: أفكار أفلاطون عن وجود واقع منفصل، مثالي في الشكل والوظيفة، و بلوري في الطابع؛ الهندسة الإقليدية التي طورها العباس بن سعيد الجوهري (الذي عاش من عام 800-860) و ذلك في تعليقه على عناصر إقليدس ؛ هندسة أريا باتا و براهماغوبتا التي أضاف إليها 4}محمد بن موسى الخوارزمي (780-850)؛ تطوير الهندسة الكروية من قبل أبو وفاء البوزجاني (940-998) و علم المثلثات الكروية للجياني (989-1079) لتحديد اتجاه القبلة و مواقيت الصلوات و رمضان.

الوصـف و الرمـزيــة:

يتكون فن الأرابيسك من سلسلة متكررة من الأشكال الهندسية التي هي أحيانا مصحوبة بكتابة بالخط العربي. يصف إيتنجهاوسين الأرابيسك "بأنه تصميم نباتي يتكون من نخيلات كاملة و نصف كاملة، في نمط مستمر لا ينقطع.. حيث تنمو كل ورقةٍ من طرف الأخرى."   و بالنسبة للمسلمين، فإن الأرابيسك يرمز لوحدة الإيمان والطريقة التي تنظر بها الثقافات الإسلامية التقليدية إلى العالم.

وضــعيــن :

هناك نوعان من وسائط فن الأرابيسك. يشير المبدأ الأول إلى المبادئ التي تحكم نظام العالم. وتشمل هذه المبادئ الأساسيات البدائية التي تجعل الأشياء ذات بنية سليمة، وبالتبعية شكل جميل (أي الزوايا والأشكال الثابتة التي تصنعها الزوايا). في النسق الأول، هناك رمزية داخلية تسند إلى كل من الأشكال الهندسية المتكررة. على سبيل المثال، المربع، و الذي هو بأربع أضلاع متساوية هو رمز لعناصر الطبيعة المهمة بنفس الدرجة: الأرض ، الهواء ، النار والماء. و فقد أي واحد من الأربعة من شأنه أن يؤدي بالعالم المادي، الممثل في الدائرة التي تدرج داخل المربع، سينهار على نفسه و يزول من الوجود. والنمط الثاني يقوم على أساس الطبيعة المتدفقة للأشكال النباتية. و يشير هذا الوضع إلى الطبيعة الأنثوية لإعطاء الحياة. بالإضافة إلى ذلك، فعند التفتيش في العديد من أمثلة فن أرابيسك، يمكن للبعض الجدال أن هناك في واقع الأمر نمط ثالث أيضا للأرابيسك و هو الخط العربي.

الخــط العـربــي :

بدلا من الإشارة إلى شيءٍ في "الواقع الحقيقي" (حقيقة العالم الروحاني)، يعتبر الخط الإسلامي تعبيرا واضحا لأعلى أنواع الفنون؛ فن الكلمة المنطوقة (نقل الأفكار و التاريخ).في الإسلام، يعتبر القرآن الكريم أهم وثيقة تنقل شفهيا.فنجد اليوم آياتٍ أو مقاطع كاملة من القرآن في فن الأرابيسك.فيصنع تلاقي هذه الأشكال الثلاثة فن الأرابيسك، وهذا انعكاس للوحدة الناشئة من بعد التنوع

وهو من الفنون التي امتازت بها حضارتنا العربية الإسلامية وتعود بأصولها إلى أكثر من إلف عام وهذا الفن هو بالأساس صناعة معمارية الطابع تدخل في الأثاث غالبا لكن بروز فن الأرابيسك توضح خلال الحقبة الماضية من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين يشار إلى أن حرفيي وفناني الأرابيسك العرب في مصر وبلاد الشام......جلبوا إلى اسطنبول في القرن التاسع عشر لتزيين قصور السلاطين العثمانيين ويروى أن عملية جلبهم تلك كانت قسرية حتى أن بعضهم لم يعد إلى بلاده بعدما أنجز عمله وقد شهدت الحقبة لفنون السلجوقية في المنطقة العربية قبيل دخول العثمانيين إلى بعض المناطق ازدهارا كبيرا إسلامية متنوعة؟ وقد زينت أعمال الأرابيسك القصور والبيوت والمساجد لما امتازت به أشغالها من دقة صنعة وبراعة في التنفيذ وجماليات تتواءم مع واقع التزيين في تلك الأزمنة فقد خلت أعمال الأرابيسك من الرسوم الحية للكائنات البشرية والحيوانات وغلبت الأشكال ذات الطابع الزخرفى والخطوط والحفر ورسوم النباتات عليها وتخصصت في انجازها مدن وأحياء بكاملها شكلت ما يشبه ورش

العمل الفني أو المدارس التعليمية لهذا الفن؟؟؟ الذي بدأ يختفي منذ أكثر من نصف قرن تبرز في فن الأرابيسك روعة الفنون الإسلامية بأشكالها المتنوعة وانسجامها وتوافقها مع واقع البيئة الحضارية العربية والإسلامية آنذاك وهى أيضا تعبرفى أنماطها المتنوعة عن الطبيعة الثقافية والحضارية للأمكنة التي أنتجت فيها والى أنواع الطبقات الاجتماعية التي كانت تستخدم

هذا الفن في تزيين أثاثها وبيوتها وقصورها ولم يقتصر فن الأرابيسك على الأثاث بطرزه الإسلامية المختلفة الأشكال والاستخدامات بل اتصل بتكوينات المعمار الخاص بالمساجد والقصور فقد انشأ فنان الأرابيسك جدرانا كاملة من الأرابيسك في بعض القصور بالإضافة إلى انجازه تحفا مدهشة للأعمدة وتيجانها ولمنابر المساجد والمشربيات والنوافذ والأبواب وأحيانا كان الأرابيسك يستخدم في تزيين بعض الآنية إلا أن أكثر مظاهر استخدام الأرابيسك توجت في الأثاث وتضفى لمسات هذا الفن الذي تستخدم فيه ألوان عديدة من الفنون الأخرى المائدة له سحرا خاصا على إى مكان توجد فيه ففيها تظهر جماليات الزخرفة وتكراراتها والخطوط وبراعة خطاطيها والرسوم بتزييناتها الرشيقة والفطرية وكل ذلك ينتجه فن الأرابيسك الذي يتشكل أساسا من فنون مسائدة كالحفر والزخرفة والخط والرسم والتعشيق والنقش والتطعيم

وهذه الفنون في مجموعها تشكل فن الأرابيسك الذي تستخدم فيه مواد متنوعة أيضا أساسها الخشب والصدف والمعادن كالنحاس والذهب والاصطباغ والصمغ لقد كان ازدهار فن الأرابيسك في تاريخ المنطقة عائدا إلى انتشار الأثرياء والسلاطين ورغبتهم في إضفاء نوع من التفرد على قصورهم ومنازلهم وأمكنتهم فقد شهدت المنطقة العربية والإسلامية رغم انحطاطها السياسي آنذاك مظاهر عديدة من التطورالثقافى والاجتماعي وفن الأرابيسك

وفنون الموسيقى الأخرى تشير إلى ذلك فقد انتشرت هذه الفنون في الحواضر الأكثر رخاء وتقدما كالأندلس والشام ومصر.... ومن هنا برز التطور والتفنن في أشغالها وإنتاجها

فلسفة ومنهجية فن الااربيسك

حكم هذا الفن بتطبيق منهجية خاصة يجري فيها استخدام رسوم وتصاميم تظهر تكرارا للأشكال الهندسية ،التي تمثل غالبا صدى لأشكال النباتات والحيوانات ،بشكليها الطبيعي المبسط ،أو بإرجاع تلك الأشكال إلى وحداتها الهندسية الأولية ،بصورة تغلب فيها روح الزخرفة التي يسيطر عليها التجريد ،دون أن تكون جافة ،بل نجدها تتمتع بالكثير من الحيوية والمرح والتفاؤل .‏

إن اختيار أي من الأشكال للاستخدام من هذه الزخارف والزينات وكيفية توضيحها يعتمد على توجه صوفي ليس ببعيد عن تكريس الرؤية الإسلامية للعالم ،حيث أن تلك الأشكال تعبر مجتمعة عن نموذج لا نهاية له للكون والعالمين الصغير والكبير بما يتسق مع لا محدودية الخالق الذي أبدع كل شيء ،كما أن لا نهائية الأشياء تمتد إلى ما وراء العلم المادي المرئي .وهذا النموذج بالنسبة للكثيرين من المسلمين ،هو عالم إسلامي لا مراء فيه ولا شك بوجوده ،وهم بذلك يرمزون إلى الأبدية ،لذا فهم لا يركزون على اسم طبيعة الخلق الذي يصنعه اللـه الواحد (الأحد ) بل وأكثر من ذلك ،يرون بأن فنان الأرابيسك المسلم ،ينقل روحية شكلا نية تصعيديه دون أن يستخدم الايقونوغرافية Iconography الصورية التي تستخدم في الفن المسيحي والمتمثلة بالأيقونات Icons .‏

العناصر الزخرفية المستخدمة في فن الأرابيسك

الأرابيسك هو أسلوب فني تزييني محكم يمتاز بأشكال مخروطية ومزدوجات متداخلة أو مضفورة محكمة ومتناهية الدقة ،وهي ممزوجة بوحدات زخرفيه من الغر وتيسك grotesque حيث تتداخل فيه الأشكال الحيوانية والإنسانية أو الرمزية والتو ريق أي رسم أوراق وأزهار وأغصان النبات الخ

وقد ارتقى استخدام الأشكال الهندسية في الفن ألتزييني العربي أكثر من أشكال المجسدات figurative forms ،وربما كانت تلك التحديدات قد فرضت تحت وقع التشدد الديني في منع استخدام تجسيد المخلوقات حفاظا على صفاء العقائد الدينية ،عند إتباع الديانة الإسلامية من عرب وشعوب أخرى مختلفة .

أين ينتشر فن الأرابيسك

وظهر فنانو الأرابيسك العرب في مصر وبلاد الشام، الذين تم إيفادهم إلى اسطنبول في القرن التاسع عشر، لتزيين قصور السلاطين العثمانيين، ويروى أن عملية جلب هؤلاء الحرفيين كانت قسرية حتى أن بعضهم  لم يعد إلى بلاده بعدما أنجز عمله مرة أخرى وكانوا بمثابة "أسرى فن" !

الأدوات المستخدمة في صناعة الأرابيسك

ومن الأدوات الأساسية لإنتاج مشغولات الأرابيسك : الخشب – الأبنوس والعاج – ألباغ – مواد الدهان والتشطيب – ورق الصنفرة – ورق الرسم منشار أركيت – أزميل الخراط – الصنفرة – الشوكة الرندة (لخرط اللدائن والعاج والعظم) – المنقار – المفحار – البرجل الكروي (لقياس أقطار الاسطوانات والأشكال المخروطية) – البرجل المقص (لقياس الأقطار الداخلية المجوفة والمخروطة).

 صناعة الأرابيسك

وتمر عملية الإنتاج بعدة مراحل تبدأ بإعداد الرسومات الهندسية للأجزاء المطلوب خرطها، واختيار نوع وحجم الخشب المطلوب، ثم التثبيت على المخرطة، وطبع التصميم على الخشب، والحفر والتشكيل، وأخيرا الدهان،

يتم وضع التصميمات والرسومات الهندسية للأجزاء المطلوب خرطها، ثم تأتي مرحلة اختيار أنواع وأحجام الأخشاب الملائمة لمثل تلك الرسومات، لتشكلها كما تريد بالاستعانة بـ»المخرطة» مع تحديد مركزي القطعة الخشبية اللذين سيتم من خلالهما التثبيت على ما يسمى بـ»ذنبه المخرطة» ثم يتم تثبيت القطعة الخشبية وصنفرتها بصنفرة خشنة ثم صنفرة ناعمة على المخرطة.

  بعد ذلك يتم تدبيس ورق الكربون على «الباترونات» على أن تكون الجهة السوداء لأسفل فوق البانوه الخشبي والباترونات أعلى ورق الكربون وفي داخل المساحة المحددة للحفر.

يتم طبع الشكل الموجود في الباترون على «البانوه» الخشبي، عن طريق تحديد الخطوط الخارجية للنموذج بقلم معدني، وفي الخطوة التالية يتم الحفر إما يدوياً أو من خلال ماكينة للحفر على الخشب أوتوماتيكياً، ثم يتم مسح السطح بخفة بقطعة قماش قطيفة ويفضل التليين في ماء دافئ، وفي الخطوة الأخيرة يتم تغطية السطح بشمع العسل المضاف إليه زيت التربانتين ثم يزال الشمع عن طريق وسائد صغيرة من الصوف السميك.

وبعد أن يتم الانتهاء من حفر وتشكيل القطعة الخشبية، تحتاج هذه القطعة للدهان، وهنا فأمامنا ثلاثة اختيارات: إما دهانات الاستر –الجملاكة، وهو دهان شفاف له ملمس زجاجي لامع يساعد على إظهار جمال ألياف الخشب. أو دهانات البلاستيك أو «الورنيش» (وهي سوائل سريعة الجفاف ذات تغطية عالية لامعة.

أنواع تصديف الأرابيسك:

هناك عدة أنواع من التصديف تختلف من أحجام الصدف أو أشكاله أو طريقة تزيينها، فهناك التصديف العربي والتصديف المشجر والتصديف الهندسي، وفي هذا التصديف الهندسي لا يتم استعمال أصداف وإنما يتميز هذا النوع بصغر أحجام القطع الصدفية التي تزين العلب، وبالنسبة للتصديف المشجر نجد أنه يستعمل في تزيين القطع الكبيرة مثل الصناديق ويقصر استعماله عليها فقط أي تزيين الكراسي والقطع الخشبية الكبيرة والتي عادة ما تصدر إلى الخارج بأسعار خيالية نظراً لحاجة السوق الأجنبية لهذه الحرف اليدوية وما يميز هذا النوع من التصديف هو إقبال السياح عليه وخاصة العرب والخليجيون فهم يفضلون مثل هذه الأشكال والأحجام عن غيرها. وعلى الجانب الآخر نجد السياح الأوروبيين والأميركيين يفضلون التصديف الذي يستخدم صدفيات صغيرة ويباع لهم بأسعار عالية.

وللحصول على منتج يدوي راق مصنوع بحرفية عالية فهذا قد يكلفك الكثير من المال لأن بعض المصنعين يشكون من قلة هذه الأسعار بالمقارنة مع ما يبذلونه من مجهود وما ينفقونه من مبالغ مالية وما يستغرقه من وقت كي تخرج القطعة الفنية بشكل لائق يرضي أذواق السائحين الذين يدركون قيمة هذه الأعمال على عكس ما يتصوره البعض من أن السياح يشترون مثل هذه الأعمال اليدوية دون إدراك ما بذل فيها من مجهود ولذلك نجد هناك سلعاً مصنوعة بحرفية بدائية للغاية ولذلك يكون مكانها المخازن وعلى الأرصفة دون أن تباع للجمهور

ولهذا فإن "الأرابيسك" صناعة وفن في وقت معا.رسم والتعشيق والنقش والتطعيم. 

بالصدف والعاج ويفضل مزجه مع ديكور بألوان هادئة

 هو حالة خاصة في عالم الديكور تمزج بين الخشب والصدف في تناغم رائع بين عاشق ومعشوق، وليقدم لنا «الأزميل» بطل الحرفة، فناً رائعاً في النهاية يطلقون عليه «أرابيسك»، وهو الفن الذي ما زال على الرغم من انتشار أنماط الحداثة والمعاصرة في الديكور، ذا مكانة في العديد من تصاميم الأثاث بما له من سحر خاص يضفيه على المكان، حيث يحملنا إلى زمن جميل بكل بساطته وحميميتة الأجواء التي تمنحها لنا.

وعلى الرغم من ارتباط الأرابيسك بفن العمارة الإسلامية، إلا أنه نشأ قبلها بسنوات طويلة، حيث أدركته العمارة القبطية في مصر قبل الفتح الإسلامي، فعرفه المصريون بسبب ندرة الأخشاب المتوافرة، مما اضطرهم إلى استخدام بقايا الخشب المتبقية من عملهم، وقاموا بتجميعها وتشكيلها، ومن هنا كانت بداية الأرابيسك، حتى أن أشهر أشكاله ما زالت تحمل أسماء قبطية.

 وقد ازدهر فن الأرابيسك مع عهود الإسلام الأولى وبخاصة في العصر العباسي، الذي يعتبر العصر الذهبي للفنون والعلوم الإسلامية بوجه عام، كما شهد نهضة في ترجمة مؤلفات إقليدس عن الأشكال الهندسية وحساب المثلثات التي اعتمدوا عليها كأساس في فن الأرابيسك، وقد تميزت أعمال الأرابيسك التي أبدعها المسلمون في تلك الفترة بخلوها من الرسوم الحية للكائنات البشرية والحيوانات، وغلبت عليها الأشكال ذات الطابع الزخرفى والخطوط والحفر ورسوم النباتات.

وتنوعت استخدامات الأرابيسك بشكل كبير في البيوت الإسلامية القديمة ليس فقط في تصميم الأثاث ولكن أيضاً في المشربيات وكاسرات الإضاءة، حيث قاموا بعمل شبابيك من الأرابيسك بفتحات واسعة لإدخال الهواء، أما إذا أرادوا حجب الهواء والشمس عن دخول المكان فكانوا يصنعون شبابيك الأرابيسك بفتحات ضيقة. وتألق فن الأرابيسك في المساجد والقصور أيضا. ولا يقتصر فن الأرابيسك على شكل «المشربية» التي تعد الأكثر شهرة، ولكنه يمتد إلى العديد من التصميمات التي تبدأ بالمقعد العربي وتنتهي بالغرف المصممة بأكملها من الأرابيسك.

 ولا تزال، رغم مرور السنوات عليها، صالحة لتزيين البيوت العربية تضفي عليها رونقا وطابعا دافئا. فرغم الثورة في عالم الديكور والأثاث، بما فيه الأساليب الحديثة والعصرية أو الكلاسيكية، يظل الديكور العربي محافظا على مكانته شأنه شأن الطراز الهندي والانجليزي والفرنسي حيث يمتلك القدرة على فرض نفسه في أي ركن من أركان المنزل حتى لو تم وضعه بين أثاث حديث فمن الممكن المزج بين الطراز الحديث وبعض قطع الأرابيسك.

إلا أن السائد في البيوت العربية هو تخصيص ركن مستقل بذاته أو غرفة تحتوي كلها على أثاث عربي متناسق التشكيل، بالإضافة إلى بعض قطع الديكور كالإطارات وحامل المصحف، ووحدات الإضاءة والمكتبات وغيرها من الإكسسوارات ومكملات الأثاث. و من الممكن تصميم قاعة شرقية كاملة من الأرابيسك بدءاً من الكراسي حيث يتم تزيين المساند والظهر الأرابيسك، والمناضد والكنبات ومرورا بتزيين الحائط والسقف الأرابيسك وحتى الإكسسوارات الصغيرة التي تستخدم كمكملات للقاعة مثل الإطارات والقناديل.

و يعود السر في استمرار فن الأرابيسك رغم مرور قرون عديدة إلى وجود من يقدرون هذا الفن ويتذوقونه حتى الآن وقد استفاد الأرابيسك من التقنيات الحديثة ودخلت في صناعته الماكينات بجانب العمل اليدوي. ومن الجدير بالذكر أنه لا ينافس الأرابيسك المصري، الذي يعتمد في تصنيعه على خشب الزان والنحاس والصدف والفضة، سوى الأرابيسك السوري على الرغم من انه لا يتمتع بالانتشار الذي يتمتع به الأرابيسك المصري، لأنه يعتمد على أخشاب اقل جودة.

 الطاولات الخشبية ذات التصميم الشرقي سواء المنشورية الشكل أو المسد سة أو المثمنة الأضلاع والمطعمة بالعاج أو الصدف يمكن أيضاً استخدامها في أحد زوايا الغرف ذات الطرز الحديثة مع وضع أباجورات مناسبة للفرش والستائر. هناك أيضاً إمكانية استخدام كونسولات وأرفف من الخشب المعشق في مدخل المنزل واستغلالها في ترتيب الكتب أو تزيينها ببعض التحف الصغيرة. ومن المؤكد أن غرف النوم المصنعة من الأرابيسك تضفي ثراء على أي مكان تستعمل فيه،

 وإذا أردنا إضفاء المزيد من ثراء الأرابيسك، يمكننا إضافة مشربية للنافذة، أو استخدام صندوق من الخشب المطعم بالصدف والنحاس وإضافته إلى الديكور المصنع من الأرابيسك سواء في غرف النوم أو غرف المعيشة والاستقبال.

 وتلعب الإضاءة التي تستخدم مع الأرابيسك دورا هاما في إبراز جمال هذه القطعة الفنية، ويفضل الإضاءة الهادئة باستخدام اللون الأصفر لأنه سيبرز نقوشات الأرابيسك، وإن كان يفضل الابتعاد عن الإضاءة «الفلورسنت»، ومن الألوان المفضل استخدامها في الديكور مع الأرابيسك البيج بدرجاته وألوان قريبة من الأبيض، إلى جانب الألوان الفاتحة لأنها ستتناسب مع اللون البني ـ لون الأرابيسك ـ المهم تجنب استخدام الألوان الغامقة أو الصريحة لأنها لن تظهر قيمته الجمالية. للحفاظ على الأرابيسك أطول فترة ممكنة، يفضل استخدام فرش خاصة لتنظيفه تختلف عن فرش تنظيف الخشب العادي كونه يحتوي على نتوءات ونقوشات بارزة. كما يفضل تلميعه باستخدام نوع من الدهان يطلق عليه «الاستر»

أسماء لمشغولات فن الأرابيسك:

يوجد الكثير من فن الأرابيسك مسميات قديمه ومسميات جديدة أدخلت على هذا الفن وأيضا ادخل عليها فن الصدف لتطعيم هذا الفن بالجمال

المشربيات : المشربية هي شباك ذو رف يفتح للخارج ويكون في مكان عالي من المنزل لوضع جره الماء المصنوعة من الفخار للشرب وسبب المكان العالي للتبريد عن طريق الهواء ولهذا سميت مشربيه

المشرفيه : المشرفيه هي شباك يطل على الشارع أو على الحارة وله باب قلاب يفتح على الربع أو على النصف أو كامل وسمي مشرفيه لأنه يشرف على الشارع أو يطل على الشارع

المرافع : المرافع هنا كثير وأسمائها كثيرة وسميت مرافع لأنها مرفوعة عن الأرض وتوجد داخل المنزل الذي يكون له سقف عالي وتوضع على الحائط

ومن أسمائها :

مرفع أندلسي - مرفع زينب خاتون - مرفع مشربيه بيت السحيمي - مرفع مسافر خان - مرفع السلطان الغوري

ولدى فن الأرابيسك أسماء أيضا

مثلا على سبيل المثال الميموني - الكنايسي

فن ...المشربية

إذا كانت النماذج المعمارية القديمة قد حققت منافع جمة، فلماذا تم الاستغناء عنها في الوقت الراهن؟

نجح فن العمارة الإسلامية في تحقيق التوازن التام بين الجوانب المادية والمشاعر الروحانية من خلال مجموعة من القواعد والأسس والتراكيب التي توصل إليها كل من المعماري والفنان المسلم، وأمكنه من خلالها حل مشاكل البناء بحلول فعّالة، متوائمة تماماً مع عقيدته الدينية السمحة، وبما يحافظ على القيم والتقاليد الاجتماعية، مع توظيف معطيات بيئته، أو جلب مالم يكن متوافراً في بيئته وتصنيعه وتعديله حتى يتوافق مع قيمه وبيئته. ولقد حقق معالجة فعّالة في مجال تقنين الضوء باستخدام (المشربية) أو (الروشان) أو (الشنشيل) وكذلك نوافذ الزجاج المعشق بالجص.

ويجدر بنا التعريف بالمشربية ونوافذ الزجاج المعشق كمظهر من مظاهر العمارة الإسلامية جاء متوافقاً مع الظروف المختلفة للمجتمع الإسلامي. والمقصود بالمشربية ذلك الجزء البارز عن سمت حوائط جدران المباني التي تطل على الشارع أو على الفناء الأوسط للمنازل الإسلامية بغرض زيادة مساحة سطح الأدوار العليا، ويستند هذا الجزء البارز إلى (كوابيل) و (مدادات) من الحجر أو الخشب تربط الجزء البارز من المبنى، بينما تغطى الجوانب الرأسية الثلاثة لهذا الجزء البارز بحشوات من الخشب الخراط المكوّن من (برامق) مخروطية الشكل، دقيقة الصنع تجمع بطريقة فنية بحيث ينتج عن تجميعها أشكال زخرفيه هندسية ونباتية أو كتابات عربية. وسميت المشربية بهذا الاسم لوجود صلة وثيقة بين هذا الجزء من المبنى وبين أواني الشراب (القلل الفخارية) التي كانت توضع بها. وقد اتسع مدلول هذا المسمى (المشربية) ليشمل كل الأحجبة الخشبية المنفذة بطريقة الخراط والتي كانت تغشى فتحات النوافذ أو تفصل بين أجزاء المبنى المخصصة للرجال وتلك المخصصة للنساء سواء كان ذلك في المنازل أو في المساجد.

وتعرف المشربية في بعض بلدان العالم الإسلامي باسم (روشن أو روشان) وهي تعريب للكلمة الفارسية (روزن) وتعني الكوّة أو النافذة أو الشرفة. وأيا كان المسمى، فإن الشكل لم يختلف إلا في بعض الجزئيات البسيطة التي أضفت على شكل المشربية طابعاً مميزاً وخاصاً بكل بلد من بلدان العالم الإسلامي، متوافقة في ذلك مع أهم خاصية من خصائص الفن الإسلامي وهي (الوحدة والتنوّع).

وقد وصل فن المشربية درجة كبيرة من الإتقان في مصر خلال العصر المملوكي، ويظهر ذلك بوضوح في القاطوع الخشبي المنقول من مدرسة السلطان حسن إلى متحف الفن الإسلامي بالقاهرة وفي مجموعة المشربيات في منزل زينب خاتون وغيرها. إلا أن فن المشربية تظهر أجمل نماذجه في منازل القاهرة ورشيد وفوه التي ترجع إلى العصر العثماني. كما كانت المشربيات أو الرواشين عنصراً مميزاً في العمارة الحجازية وبخاصة في ينبع، التي بلغت فيها من الكثرة بحيث يتصل بعضها ببعض. أما بلاد اليمن وبصفة خاصة مدينة صنعاء وما حولها، فقد استعمل بها طراز يمني أصيل عبارة عن مشربيات مصنوعة من الحجر بدلاً من الخشب. ولم تعرف اليمن المشربيات الخشبية إلا في القرن 11هـ/17م وذلك بتأثير من الفن العثماني. هذا في الوقت الذي كان استعمال المشربيات على أضيق نطاق في فلسطين إذ إنه يكاد يقتصر على مدينة القدس دون غيرها من المدن. وفي مدينة المنامة والمحـرق في البحرين، توجد نماذج قليلة من المشربيات. وقد اتخذت المشربية طابعاً مختلفاً في كل من مدينة طرابلس في لبنان وسواكين في السودان، وفي بلاد المغرب، إذ إنها أقل إتقاناً من حيث أسلوب الخراط عمّا هي عليه في مصر وبلاد الحجاز واليمن. استخدمت على نطاق واسع بالعمارة الحجازية وإن اختلف في تسميتها؛ حيث عرفت بالروشن أو روشان وهي تعريب للكلمة الفارسية (روزن) وتعني النافذة أو الشُّرفة، وتجلَّى ذلك في منازل مدينة ينبع وجدة والطائف والمدينة المنورة؛ حيث بلغت من الكثرة بحيث يتصل بعضها ببعض، أما بلاد اليمن- وبصفة خاصة مدينة صنعاء وما حولها- فقد انتشرت فيها المشربيات، خاصةً في العصر العثماني؛ ولذلك عُرفت باسم الشبابيك التركية، كما انتشرت في مدينة القدس وطرابلس بلبنان وسواكن بالسودان وفي بلاد المغرب وإن اختلفت في بعض تفاصيلها عن المشربية المصرية

أما عن أصل التسمية فيذكر (علماء الفنون الإسلامية) أن كلمة المشربية محرَّفة من مشربة، بمعنى الغرفة العالية أو المكان الذي يُشرب منه؛ حيث كان يوضع في خارجات صغيرة بها أواني الشرب الفخارية (القُلَل) لتبريد المياه بداخلها، وربما يؤكد ذلك حِرْصَ الصنَّاع على وجود موضع للقُلَل بأرضية المشربية، وقيل إن المشربية تحريف ظاهر لكلمة "مشرفية" أي التي تُشرف منها النساء على الطريق، أو لكونها طاقةً خارجةً تشرف على الطريق، وهناك رأي ثالث يرَى أنها سُمِّيت بالمشربية لصناعتها من خشب يُعرف بالمشرب، وهو نوع من الخشب الجيِّد يتميَّز بصلابته وتحمله لحرارة الشمس والعوامل الجوية، ثم اتسع مدلول هذا المسمَّى ليشمل كل الأجنحة الخشبية المنفّذة بطريقة الخراط والتي كانت تغشى بها النوافذ

فالمشربيات المصنوعة من خشب الخراط على هيئة سواتر تمكِّن مَن خلفها من رؤية الشارع وليس العكس، والأغرب- ولشدَّة الحرص على التستر- أنه لم يكتفِ بوجود المشربيات مطلةً على الشوارع ولكنها أيضًا وُجدت داخل المنزل مطلَّةً على الفناء الداخلي ليحتميَ مَن خلفها بين عيون الغرباء أثناء زيارتهم صاحب المنزل، وهو ما يؤكد مدى الحرص على تطبيق شريعة الله في الحرص على خصوصية وحرمة الأسرة.

وتُعتبر المشربيات من أهم المعالجات المعمارية للبيئة المناخية في البلاد الإسلامية ذات المناخ الحارّ، فقد ساهمت في تلطيف حدة الضوء من واقع البرامق وما تحققه من انزلاق للهواء على سطحها وما تعطيه من تهوية جيدة، فمن مميزات المشربيات تقليل نسبة الأشعة المارَّة من خلالها وكسرها، فتدخل غرف المنزل وقاعاته هادئةً، كما تساهم المشربية في ضبط مرور الضوء من خلال التخفيف من حدَّة أشعة الشمس المباشرة وغير المباشرة، فمن خلال أحجام وحدات الخراط الخشبي للمشربية والفراغات الموجودة بينها يتم التحكُّم في مرور الضوء، وقد أوضحت بعض القياسات التي أجراها أحد الباحثين على مشربية بقاعة الحريم ببيت السحيمي مدى تأثير الخراط الخشبي الموجود بالمشربية على تقليل شدة الإضاءة داخل الحجرة.

وهناك أحياء بكاملها في القاهرة القديمة ودمشق  تخصصت في انجازأعمال وفنون الأرابيسك  وشكلت ما يشبه ورش العمل الفني أو المدارس التعليمية لهذا الفن الذي بدأ يختفي منذ أكثر من نصف قرن تبرز في فن الأرابيسك روعة الفنون الإسلامية بأشكالها المتنوعة وانسجامها وتوافقها مع واقع البيئة الحضارية العربية والإسلامية آنذاك وهى أيضا تعبرفى أنماطها المتنوعة عن الطبيعة الثقافية والحضارية للأمكنة التي أنتجت فيها والى أنواع الطبقات الاجتماعية التي كانت تستخدم هذا الفن في تزيين أثاثها وبيوتها وقصورها ولم يقتصر فن الأرابيسك على الأثاث بطرزه الإسلامية المختلفة الأشكال والاستخدامات بل اتصل بتكوينات المعمار الخاص بالمساجد والقصور فقد انشأ فنان الأرابيسك جدرانا كاملة من الأرابيسك في بعض القصور بالإضافة إلى انجازه تحفا مدهشة للأعمدة وتيجانها ولمنابر المساجد والمشربيات والنوافذ والأبواب وأحيانا كان الأرابيسك يستخدم في تزيين بعض الآنية إلا أن أكثر مظاهر استخدام الأرابيسك توجت في الأثاث وتضفى لمسات هذا الفن الذي تستخدم فيه ألوان عديدة من الفنون الأخرى السائدة له سحرا خاصا على إى مكان توجد فيه ففيها تظهر جماليات الزخرفة وتكراراتها والخطوط وبراعة خطاطيها والرسوم بتزييناتها الرشيقة والفطرية وكل ذلك ينتجه فن الأرابيسك الذي يتشكل أساسا من فنون مسائدة كالحفر والزخرفة والخط والرسم والتعشيق والنقش والتطعيم وهذه الفنون في مجموعها تشكل فن الأرابيسك الذي تستخدم فيه مواد متنوعة أيضا أساسها الخشب والصدف والمعادن كالنحاس والذهب والإصباغ والصمغ لقد كان ازدهار فن الأرابيسك في تاريخ المنطقة عائدا إلى انتشار الأثرياء والسلاطين ورغبتهم في إضفاء نوع من التفرد على قصورهم ومنازلهم وأمكنتهم فقد شهدت المنطقة العربية والإسلامية رغم انحطاطها السياسي آنذاك مظاهر عديدة من التطورالثقافى والأجتماعى وفن الأرابيسك وفنون الموسيقى الأخرى تشير إلى ذلك فقد انتشرت هذه الفنون في البلاد الأكثر رخاء وتقدما كالأندلس والشام ومصر ومن هنا برز الإبداع الفني في تصميماتها وإنتاجها الرائع

أهلا وسهلا

رحـلات وجـولات ورسائل لا تنـتهى للعقـل والـروح وأحـيانا للجـسـد عــبر نـوافــذ الادراك المعـروفـة والمجهولة تتـخطـى المكان والـزمان تـخـوض بحـار العـلم و تـكشـف أسـرار المـعرفة حربـا علـى الظــلام والتحاقا بالنـور بحـثا عـن الخيــر والجـمـال ووصــولا الى الـحـق